جانب من حفل إطلاق معجم الرياض
احتفل مجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربية، اليوم، بإطلاق “معجم الرياض” المعجم الأغنى بالمفردات المعاصرة، وذلك برعاية الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة، رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربية، وبحضور رؤساء المجامع اللغوية العربية والخبراء اللغويين ومُمثلي جهات الشراكات الإستراتيجية.
وأشاد الأمين العام المُكلّف لمجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربية الدكتور عبد الله الوشمي في كلمته في الحفل، بجهود القيادة الرشيدة في دعم اللغة العربية ونشرها في العالم.
وقال: “إن مشروع المعجم يُعد مُنجزاً نوعيّاً من حيث التوقيت والدلالة؛ إذ شهد خلال مراحل إعداده تناغماً فريداً بين التقنية الحاسوبية وفريق العمل المُعجمي، بالاعتماد على التقنيات الحديثة، وقواعد بياناتها ومدوّناتها اللُّغوية؛ لتحقيق سرعة الإنجاز، ودقة مُخرَجات هذا المُعجم العربي المُعاصر، الذي يستهدف عموم مُستخدمي اللُّغة العربية من المثقفين والكُتّاب والأدباء والباحثين والطلاب، من أبناء اللُّغة العربية ومن غير أبنائها”.
ونوّه الدكتور الوشمي بالدعم الدائم الذي يقدمه وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء المجمع؛ لإخراج المشروع لعموم المستفيدين، مبيناً أن إصدار المجمع للمعجم يثبت دوره في قيادة زمام التحول الرقمي في مجال خدمة العربية، ببناء التقنيات التي تخدم اللغة العربية استعمالاً وتحليلاً وفهماً وإنتاجاً وتطويرها، ومساندة المبتكرين والمبدعين في المجالات التقنية اللغوية؛ وهو ما يعزز قدرة المملكة على الابتكار والبقاء في طليعة التقدم الرقمي.
ويوظف المعجم تقنية خاصة للتحديث المستمر للمحتوى عن طريق رصد المصطلحات والمفردات الحديثة المستخدمة، كما توفر منصاته وسائل تمكّن الجمهور من الإسهام في إثراء المعجم على المستويين الدلالي والسياقي. ويمكّن محرّك البحث في المعجم المبرمجين والمطورين من بناء تقنياتهم وتطبيقاتهم وألعابهم الخاصة المعتمدة على المعجم، مع المحافظة على حداثة المحتوى.
ويهدف المعجم إلى توفير المادة اللغوية الحديثة، وإهمال القديم الذي هُجِرَ في الاستعمال اللغوي، وإيجاز الشرح والتفسير، والنأي عن الإيجاز المخل، إضافة إلى توظيف إمكانات الحاسوب في سعة التخزين، ودقة التنظيم، وجمال العرض، وبدائل البحث، وتنمية الملكة اللغوية لدى المستخدم، فضلاً عن تطوير تطبيق للمعجم (App) لاستخدامه في الأجهزة المحمولة الذكية.
ويتألّف المعجم من أكثر من 120 ألف مدخل رئيس، وقد قُرِنت مداخله بمقابلاتها الإنجليزية، ورُصِدَ لكل مدخل معناه أو معانيه مزوَّداً بمثال توضيحي أو أكثر، كما أورد لكل مدخل ما يندرج تحته من مداخل فرعية؛ سواءٌ أكانت من قبيل المسكوكات أم المتلازمات. ولمزيد من إثراء المحتوى المعجمي للمدخل الواحد رُبط بينه وبين المداخل المرادفة أو المضادة. ومن مميزات المعجم احتواؤه على ناطق صوتي لقراءة المحتوى النصي، مع إمكانية البحث عن الكلمات المستخدمة في كل مناطق الوطن العربي.
ولتحسين المعاجم العربية وتطويرها؛ أطلق المجمع مؤخراً مسار “بناء المعاجم الرقمية”، الذي يهدف إلى تمكين صناع المعاجم ومحرريها من التقنيات الحديثة المستعملة في بناء المعاجم الرقمية الحديثة، وترجمة المحتوى الرقمي للعربية، وتدريبهم على استعمال المعايير الحديثة المتبعة في الصناعة المعجمية، وهو يتكون من أربعة مجالات رئيسة، هي: (معاجم تعنى بالمفردات، ومعاجم تعنى بالتراكيب، ومعاجم تعنى بالمصطلحات، ومعاجم تعنى بالاستعمالات والدلالات).
ومن المقرر أن يُطلق المجمع لاحقاً -بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)- النسخة الأولى لمنصة “معجم المصطلحات العربية الموحدة” بصيغة رقمية؛ لتسهيل وصول المستفيدين إليها، وتطويرها، وتحديث بياناتها بما يستجد من مصطلحات.
ويُعَدّ إصدار المجمع لـ”معجم الرياض” رسالة تأكيد لدور المملكة الإستراتيجي في دعم جميع القضايا المتعلقة باللغة العربية، وتعزيز رسالته في استثمار فرص خدمة اللغة العربية، والمحافظة على سلامتها ودعمها نطقاً وكتابةً، والسعي إلى الوصول إلى شرائح المجتمع بالعمل اللغوي الحيوي المرتبط بمجالات الحياة والثقافة.
إقرأ الخبر على الموقع الرسمي
المصدر: ajel.sa